تعتبر قضية الدمج الأكاديمي لذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة وذوى اضطراب طيف التوحد بصفة خاصة من القضايا الهامة التي أثارت اهتمام العلماء والباحثين في دول العالم المتقدم ، حيث نادوا بضرورة إدماجهم بالتعليم مع أقرانهم العاديين تمهيدا لإدماجهم في الحياة العادية ، وعلى الرغم من أن معظم المجتمعات قد بدأت تأخذ في الاتجاه نحو الدمج، وتؤكد حقهم في أن يعيشوا في بيئة طبيعية بين أفراد الأسرة والأقران والمجتمع ليتاح لهم حق التفاعل والمشاركة والنجاح والفشل ، إلا أن كثير من الدراسات والبحوث تشير إلى أن اتجاه الدمج مازال يجد العديد من المعوقات التي تحول دون تحقيقه، وذلك لعوامل كثيرة ومتداخلة. وظهرت اتجاهات عديدة منها المؤيد ومنها المعارض والمحايد لقضية الدمج الأكاديمي. وتنطلق الدراسة الحالية من مبدأ الدمج الأكاديمي وذلك من خلال وضع تصور لاستراتيجية الدمج الأكاديمي لذوى اضطراب طيف التوحد وذلك من خلال الاطلاع على تجارب الدمج في الدول الأخرى للاستفادة منها في وضع تصور يلائم البيئة الليبية ولغرض وضع هذا التصور ستتطرق الدراسة الحالية إلى مفهوم الدمج الأكاديمي ومراحل تطوره، وأنواعه، والعوامل التي سارعت بالدمج ، ومبررات الدمج الأكاديمي، الخطة الفردية والمنهج الفردي لأطفال اضطراب طيف التوحد ، وعوامل نجاح فكرة الدمج الأكاديمي، والاتجاهات نحو الدمج، وتجارب الدول الأخرى في الدمج، كذلك صعوبات الدمج . وبذلك فان الدراسة الحالية تهدف إلى: وضع تصور مقترح لاستراتيجية دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أكاديميا بالمؤسسات التعليمية بليبيا. ولتحقيق هذا الهدف تم تحليل الأدبيات التي تناولت موضوع الدمج الأكاديمي لأطفال اضطراب طيف التوحد والتجارب الناجحة في الدول الأخرى للاستفادة منها في وضع تصور لاستراتيجية الدمج تمهيدا لوضع تصور يشمل الأهداف، المتعلمين، المعلمين، المنهج، وبيئة الفصل، واستراتيجيات التدريس، تمهيدا لتطبيقه من قبل المسؤولين في المجتمع الليبي ومن ثم الوصول إلى توصيات ومقترحات للدراسة.