القراء لأفاضل
كانت النهضة الأوربية في أوج قوتها وعنفوانها حينما أطلق المفكر الإنجليزي فرنسيس باكون (1561-1626) أحد روّاد العلم التجريبي، مقولته الشهيرة المعرفة قوة Knowledge is Power. وكان حينذاك يحاول إرساء مفهوم أن اكتساب المعارف ومشاركتها يعد حجر الأساس لإحراز المكانة وقوة التأثير وتعزيز عامل القوة، لدى الأفراد والمجتمعات والدول، لتنبثق من خلالها المنجزات والمكتسبات. هذه المقولة وما تحمله من معانٍ سامية لازالت تشغل اهتمام المفكرين والعلماء وتلفت الاهتمام بضرورة التوسّع في نشر نتائج المعارف العلمية وتبادلها ليس ضمن الدوائر العلمية فحسب بل بين كافة أطياف المجتمع وفئاته، ودعوة المؤسسات الرسمية ومسئوليها لدعم وتحفيز صناعة النشر ووسائل التواصل وأدواتها في بيئات آمنه لتعزيز الوعي المجتمعي، لما تمثله من قدرات وإمكانيات التأثير في اتخاذ القرارات الصائبة على كافة الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة. القراء الأعزاء بهذا العدد تواصل المجلة مسيرتها في مسالك البحوث والدراسات العلمية وتجدد العهد بالاستجابة لدواعي التجديد والتطوير في زمن التغيرات السريعة، متمسكة في ذات الوقت بالأهداف المنشودة من خلال ما تجود به أقلام الباحثين الواعدين والأكاديميين المتميزين، في سبيل نشر المعرفة، بما يسهم في إرساء مبادئ أن المعرفة قوة تتأكد بفضلها مكانة الأفراد والمجتمعات. القراء الكرام كما تعودنا في أعدادنا السابقة، يحمل هذا العدد نسمات فكرية منعشة للعقول والأذهان في أجواء فصل الصيف القائظ، حيث تتنوع البحوث والدراسات النظرية والتطبيقية في مجالات القانون والادارة والهندسة والطب وعلم الحيوان والرياضيات واللغات...الخ. نضعها بين أيديكم للاطلاع عليها آملين تزويدنا بملاحظاتكم وآرائكم القيّمة التي تساعدنا حتمًا على تجويد المجلة وتطويرها، مؤكدين سعينا الدائم لأن نكون عند حسن ظنكم وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا، في سبيل تحقيق الآمال والأهداف التي ننشدها جميعًا. وفي الختام نسأله تعالى أن يعيننا على نشر العلم النافع والمعرفة الرصينة، لما فيه خير بلادنا الحبيبة وأهلها الكرام، ورفعة وتقدم شعوب أمتنا العربية والإسلامية.