القراء لأفاضل
عانت ليبيا الحبيبة في الفترات الراهنة من سلسلة من الأحداث الأليمة والكوارث المريرة، لعل أعنفها ما حدث في شرق البلاد وفي مدينة درنة الزاهرة على وجه التحديد. هذه الفاجعة المؤلمة ربما كان بالإمكان تلافيها أو تقليل خسائرها لو توفرت وسائل إنذار مبكر، مبينة على بيانات ومعلومات صحيحة وإرادة وطنية صادقة، مدعومة ببحوث ودراسات جادة، تعين المسؤولين وصنّاع القرار على اتخاذ قرارات رشيدة تجاه ما يطرأ من أزمات ونكبات. ونحن من باب إحساسنا بمسؤولياتنا تجاه مجتمعنا، نتوجه من خلال هذا المنبر العلمي إلى من يهمه الأمر بضرورة توفير الدعم اللازم للمؤسسات المعنية بما يسمح بإجراء البحوث والدراسات الرصينة لمعالجة الأزمات ومواجهة الكوارث، بما يسهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، ويحفّز العمل الجاد والفكر الخلّاق لصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة. القراء الكرام بعيدًا عن الهموم والشجون، يسعدنا أن نشارككم فرحتنا بحصول مجلتكم الفتية في شهر أكتوبر الماضي على معامل التأثير العربي الصادر عن اتحاد الجامعات العربية بمعدل 1.43، وهو معدل مرتفع نسبيًا بالمقارنة مع سنوات صدورها. ومعامل التأثير هو مقياس لأهمية المجلات العلمية المحكّمة، ويعكس مدى إشارة البحوث الجديدة إلى البحوث المنشورة سابقًا والاستشهاد بها، وبذلك تكون المجلة التي تملك معامل تأثير مرتفعًا مجلة مهمة يُعتدّ بها ويشار إلى بحوثها بصورة أعلى من تلك التي تملك معامل تأثير منخفضًا. القراء الأعزاء ونحن على أعتاب سنة ميلادية جديدة، يحدونا الأمل والتفاؤل أن تكون أفضل من السنة التي مضت، سائلين الله أن يعمّ الخير والسلام كافة المجتمعات العربية والإسلامية. وتعتبر بداية السنة الجديدة مناسبة تغتنم لتقييم الانجازات والمكتسبات ولوضع أهداف والسعي الى تحقيقها. وفي اعتقادنا أن المجلة تتقدم بخطوات واثقة، بفضل دعم ومساندة الأكاديميين الملتزمين والباحثين الواعدين، وكذلك بفضل دعم ومساندة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة المفتوحة بنغازي. وكما عودناكم في الأعداد السابقة، ستجدون في هذا العدد باقة من الدراسات والبحوث الجادة لباحثين متميزين من جامعات ومؤسسات علمية محلية وعربية، تناقش وتعالج قضايا ومشكلات نظرية وتطبيقية في ميادين تربوية وقانونية واقتصادية وهندسية وطبية.وفي الختام، لا يفوتنا التذكير بأن صفحات المجلة مفتوحة أمام الإسهامات العلمية للباحثين من كافة ربوع وطننا الصغير ليبيا ووطننا العربي الكبير، كما نسعد كثيرًا بملاحظات متابعينا التي تساعدنا في تطوير المجلة وتجويدها، وأخيرًا نسأل الله أن يلهمنا التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.